اسباب تأخر الدورة الشهرية عند العزباء: فهم أعمق لصحة المرأة

1. 1. التوتر والضغط النفسي
   الدماغ، وتحديدًا منطقة “تحت المهاد” (Hypothalamus)، يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم إفراز الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية. وعندما تتعرض الفتاة لضغوط نفسية مستمرة، مثل القلق من الدراسة أو العمل أو مشاكل عائلية، يتأثر هذا الجزء من الدماغ، مما يؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية. 

التوتر المزمن قد يؤدي إلى توقف مؤقت في إفراز الهرمونات المحفزة للمبايض، وبالتالي قد يؤدي الى تأخر الدورة الشهرية عند العزباء لفترات طويلة. كما أن القلق يؤثر على جودة النوم، الشهية، والمزاج، وكلها عوامل تؤثر بشكل غير مباشر على انتظام الدورة.

2. تغيرات الوزن المفاجئة

• فقدان الوزن الشديد أو زيادته بشكل سريع يؤثر على توازن الهرمونات، خاصة تلك المرتبطة بالمبايض. 
• انخفاض الدهون في الجسم نتيجة حمية قاسية أو اضطرابات الأكل يؤدي إلى توقف إنتاج الإستروجين، وهو الهرمون الأساسي لتنظيم الدورة. 
• أما السمنة، فتؤدي إلى مقاومة الجسم للأنسولين، مما يسبب خللًا في إفراز الهرمونات الجنسية ويؤثر على عملية التبويض. 
• التغيرات المفاجئة في الوزن تُربك الجسم وتدفعه إلى تعطيل بعض الوظائف غير الأساسية، ومنها الدورة الشهرية.

3. اضطرابات الغدة الدرقية
   الغدة الدرقية مسؤولة عن تنظيم العديد من العمليات الحيوية في الجسم، بما في ذلك الدورة الشهرية لذا فقد تكون سبب رئيسي من اسباب تأخر الدورة الشهرية عند العزباء. سواء كان هناك قصور في نشاط الغدة أو فرط في نشاطها، فإن ذلك يؤثر على التوازن الهرموني، وقد يؤدي إلى تأخر الدورة أو انقطاعها. 

قصور الغدة يبطئ عملية التمثيل الغذائي ويؤثر على إفراز الهرمونات الجنسية، بينما فرط نشاطها يسرّع العمليات الحيوية بشكل غير طبيعي، مما يربك الجسم ويؤثر على انتظام الدورة. غالبًا ما يصاحب اضطرابات الغدة أعراض مثل التعب، تغيرات في الوزن، جفاف الجلد، أو اضطرابات في المزاج.

4. ممارسة الرياضة المفرطة
   التمارين الرياضية المكثفة قد تكون من اسباب تأخر الدورة الشهرية عند العزباء ، خاصة عند الفتيات الرياضيات أو من يمارسن الرياضة لساعات طويلة يوميًا، قد تؤدي إلى انخفاض نسبة الدهون في الجسم، مما يؤثر على إنتاج الهرمونات الأنثوية ويؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية عند العزباء. 

جسدك في هذه الحالة يعتبر نفسه في حالة “إجهاد”، ويقوم بتقليل الوظائف غير الأساسية مثل التبويض. كما أن التمارين المكثفة قد تؤدي إلى اضطراب في إفراز هرمون الكورتيزول، مما يؤثر على التوازن الهرموني العام.

5. متلازمة تكيس المبايض (PCOS)
   من أهم اسباب تأخر الدورة الشهرية عند العزباء و أكثرها شيوعا. تتسبب هذه المتلازمة في اضطراب التبويض نتيجة زيادة هرمونات الذكورة، مما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة، وظهور أعراض أخرى مثل حب الشباب، وزيادة الشعر في الوجه والجسم، وصعوبة في فقدان الوزن. 

في هذه الحالة، تتكون أكياس صغيرة على المبايض، وتمنع خروج البويضة بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى تأخر الدورة أو انقطاعها. تحتاج هذه الحالة إلى متابعة طبية دقيقة، وعلاج هرموني وغذائي مستمر.

6. اضطرابات الأكل

• فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي، تؤثر بشكل مباشر على التوازن الهرموني. 
• نقص العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد، الزنك، وفيتامين B12 يؤدي إلى توقف التبويض وتأخر الدورة الشهرية. 

الجسم في هذه الحالات يعتبر نفسه في حالة “طوارئ”، ويقوم بإيقاف الوظائف غير الحيوية مثل الدورة الشهرية للحفاظ على الطاقة. كما أن اضطرابات الأكل غالبًا ما تكون مصحوبة بمشاكل نفسية مثل الاكتئاب أو القلق، مما يزيد من تعقيد الحالة.

7. تناول بعض الأدوية
   بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب، أدوية الغدة الدرقية، العلاج الكيماوي، أو الكورتيزون، قد تؤثر على انتظام الدورة الشهرية فهي ايضا من اسباب تأخر الدورة الشهرية عند العزباء. هذه الأدوية تؤثر على إفراز الهرمونات أو على وظيفة المبايض، مما يؤدي إلى تأخر الدورة. 

بعض الأدوية أيضاً تؤثر على منطقة “تحت المهاد” في الدماغ، وهي المسؤولة عن تنظيم الدورة كما شرحنا سابقا. من المهم مناقشة الطبيب حول أي دواء يتم تناوله لمعرفة تأثيره المحتمل على الدورة الشهرية، خاصة إذا كان التأخر متكررًا أو طويل الأمد.

8. أمراض مزمنة

• السكري: يؤثر على الأوعية الدموية والأعصاب، مما قد يربك الإشارات الهرمونية ويسبب اضطرابًا في الدورة الشهرية.
• أمراض المناعة الذاتية: قد يهاجم الجسم أنسجته، بما في ذلك المبايض أو الغدة النخامية، وهو ما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة.
• التهابات الحوض المزمنة: تؤثر على الرحم والمبايض بشكل مباشر، وقد تسبب تأخر الدورة أو حدوث اضطرابات متكررة.

هل تأخر الدورة الشهرية عند العزباء أمر طبيعي؟

في بعض الحالات، نعم. خاصة في السنوات الأولى بعد البلوغ، حيث يحتاج الجسم إلى وقت لينتظم في إفراز الهرمونات. أيضًا، تأخر الدورة لمدة 3 إلى 5 أيام عن موعدها لا يُعد أمرًا مقلقًا. لكن إذا استمر التأخر لأكثر من أسبوعين، أو تكرر بشكل مستمر، يُنصح بمراجعة الطبيب.

متى يجب زيارة الطبيب؟

ينبغي زيارة الطبيب في الحالات التالية:

• تأخر الدورة لأكثر من 3 أشهر.
• ظهور أعراض غير معتادة مثل نزيف شديد، ألم حاد، أو إفرازات غير طبيعية.
• وجود أعراض متلازمة تكيس المبايض مثل زيادة الشعر أو حب الشباب.
• الشعور المستمر بالتوتر أو الاكتئاب.
• تناول أدوية قد تؤثر على الدورة الشهرية.

طرق التعامل مع تأخر الدورة الشهرية